التداوي ببول الإبل بين الرفض والقبول و فوائد بول الإبل للكبد

صورة: التداوي ببول الإبل بين الرفض والقبول و فوائد بول الإبل للكبد

التداوي ببول الإبل بين الرفض والقبول

اختلفت الآراء حول أمان تناول بول الإبل وفاعليته وكثر الجدل حوله بعد إصدار منظمة الصحة العالمية تحذيرا من تناول بول الإبل خوفا من الإصابة بفيروس كورونا في حين صدرت بعض الدراسات التي تؤكد خصائصه العلاجية لبعض الأمراض ومنها أمراض الكبد نعرض في هذا المقال الرأيين المختلفين بحيادية

فوائد بول الإبل للكبد

تم استخدام بول الإبل وحليبها سابقا في علاج التهاب الكبد والإصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسي وتم إثبات فوائد بول وحليب الإبل في علاج بعض أمراض الكبد علميا لأول مرة في الدراسة التي قام بها الدكتور شارمانوف عام 1982 ميلادي حيث أظهرت الدراسة التي قام بها على بعض المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن تحسنا كبيرا لدى هؤلاء المرضى كما تم لاحقا دراسة تأثير بول الإبل في مجموعة من المرضى المصابين بداء البلهارسيات بالإنجليزية Schistosomiasis وأظهرت النتائج انخفاض نسبة الاستسقاء البطني بالإنجليزية Ascites الناجم عن الإصابة بالمرض لدى هؤلاء الأشخاص كما أظهرت النتائج تحسنا في بنية خلايا الكبد المصاب بالتشمع أما بالنسبة لاستخدام حليب الإبل بالتزامن مع بول الإبل لعلاج التهاب الكبد الفيروسي فقد أظهرت بعض الدراسات قدرة مركب اللاكتوفيرين بالإنجليزية Lactoferrin وهو أحد مكونات حليب الإبل على القضاء على فيروس التهاب الكبد سي إذ إن مركب اللاكتوفيرين يثبط قدرة الفيروس على الدخول إلى داخل خلايا الكبد مما يمنع حدوث المرض

الفوائد الأخرى لبول الإبل

بسبب ملاحظة خواص بول الإبل عند استخدامه من قبل الأشخاص الذين يمارسون الطب البديل في علاج مجموعة من الأمراض المختلفة زاد اهتمام بعض الباحثين في دراسة بول الإبل للكشف عن العناصر المسؤولة عن علاج هذه الأمراض وآلية عملها وفي ما يلي بيان لبعض الفوائد المثبتة علميا لاستخدام بول الإبل

  • التأثير المضاد للسرطان حيث تم القيام بعمل بحث حول تأثير بول الإبل المضاد للسرطان من قبل الدكتورة نجود اليوسف وعدد من زملائها في عام 2012 وقد أظهرت النتائج قدرته على القضاء على عدد كبير من الخلايا السرطانية ولكن تجدر الإشارة إلى أن استخدام بول الإبل أظهر نتائج إيجابية في القضاء على بعض أنواع الخلايا السرطانية ولم يكن قادرا على القضاء على جميع الأنواع وأظهرت الدراسة أن 80 من أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية بما فيها الخلايا السرطانية المسؤولة عن الإصابة بسرطان الثدي تم القضاء عليها من خلال تحفيز ما يعرف بالاستماتة الخلوية أو الموت الخلوي المبرمج بالإنجليزية Apoptosis لهذه الخلايا ومن الجدير بالذكر أن هذا التأثير اقتصر على الخلايا السرطانية ولم يؤدي إلى موت أي من خلايا الجسم الطبيعية الأخرى
  • التأثير المضاد لتجمع الصفيحات الدموية قام أحد الباحثين بجمع عينات من بول الإبل من مجموعة من الإبل البكر والإبل الحامل والإبل التي تقوم بالرضاعة لبحث وجود تأثير مضاد للتخثر أو تأثير مضاد لتجمع الصفيحات الدموية بالإنجليزية Antiplatelet activity في بول الإبل وقد أظهرت النتائج تثبيط بول الإبل لتجمع الصفائح الدموية بشكل تام والذي يتم من خلال عمل حمض الأراكيدونيك بالإنجليزية Arachidonic acid والأدينوسين ثنائي الفوسفات بالإنجليزية Adenosine diphosphate وتجدر الإشارة إلى أن قدرة البول الإبل على منع تجمع الصفيحات الدموية كانت أقل كفائة عند استخدام بول الإبل البكر
  • التأثير المضاد للفطريات تم نشر أحد الدراسات العلمية التي تظهر تأثير استخدام بول الإبل كمضاد للفطريات عام 2010 وقد أظهرت الدراسة قدرة بول الإبل على تثبيط نمو الفطريات ولكن عند استخدام تراكيز عالية من بول الإبل أما عند استخدام تزاكيز منخفضة من البول لم يتم ملاحظة قدرة البول على منع نمو الفطريات

تحذيرات استخدام بول الإبل

على الرغم من إثبات عدد من الدراسات والأبحاث لفوائد استخدام بول الإبل في علاج بعض الأمراض إلا أنه يجب الحذر عند استخدام بول الإبل بسبب قدرته على نقل بعض الأمراض والسموم في بعض الحالات وتجدر الإشارة إلى تحذير منظمة الصحة العالمية من استخدام منتجات الإبل بما في ذلك بول الإبل دون التأكد من سلامة هذه المنتجات بسبب تسجيل بعض حالات العدوى بفيروس كورونا الشرق الأوسط والذي يتسبب بما يعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية بالإنجليزية Middle East Respiratory Syndrome وهي أحد أمراض العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي وتم اكتشافها أول مرة عام 2012 ميلادي في المملكة العربية السعودية وتم لاحقا اكتشاف العدوى في 27 بلد مختلف ولكن تم تسجيل 80 من حالات العدوى في المملكة العربية السعودية ومن الجدير بالذكر أيضا أنه لم يتم تطوير لقاح فعال ضد الإصابة بفيروس الكورونا إلى الآن ويتركز العلاج على دعم صحة المريض والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض فقط

بول الإبل في الإسلام

يعرف عن العرب وبعض المناطق الآسيوية والإفريقية قديما برعايتهم وتربيتهم للإبل للاستفادة منها في التنقلات والأسفار بسبب قدرة الإبل على تحمل الظروف القاسية والحر الشديد كما كانت الإبل أحد المصادر الغذائية المهمة من خلال الاستفادة من لحومها وألبانها ولم تقتصر الإستفادة من الإبل في العصور السابقة على هذه الأمور التي تم ذكرها بل وكان يتم استخدام حليب الإبل وبولها في علاج العديد من الأمراض المختلفة وقد ورد استخدام بول الإبل في الطب النبوي في الحديث الشريف الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى الصحابي الجليل أنس بن مالك أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فقالوا nbsp يا رسول الله أبغنا رسلا قال nbsp ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقال ابن سينا في استخدام بول الإبل أن أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب وأشار الشيخ ابن تيمية أن في الحديث دلالة على عدم نجاسة بول الإبل وعلى جواز استخدامها في العلاج