تحليل الصفائح الدموية و أهمية الصفائح الدموية وآلية عملها
تحليل الصفائح الدموية
يندرج تحت تحليل الصفائح الدموية عددا من الاختبارات أو الفحوصات الطبية وفيما يأتي بيانها بشيء من التفصيل
تعداد الصفائح الدموية
اختبار تعداد الصفائح الدموية في الدم بالإنجليزية Platelet blood count يقيس متوسط عدد الصفائح الدموية في الدم والذي يمكن إجراؤه بمفرده أو كجزء من اختبار تعداد الدم الكامل بالإنجليزية Complete blood count واختصارا CBC حيث يساعد اختبار تعداد الدم الكامل في الحصول على العديد من المعلومات المهمة عن التعداد العام لأنواع خلايا الدم الأخرى في الجسم ويحتاج إجراء الاختبار أخذ عينة من الدم وفي معظم الأحيان لا يتطلب إجراءات مسبقة من قبل الشخص المعني إلا في بعض الحالات فقد ينصح أخصائي الرعاية الصحية بالتوقف عن أخذ بعض أنواع الأدوية كخطوة تحضيرية تسبق إجراء الاختبار في حين يجب تجنب ممارسة التمارين المجهدة قبل إجراء الاختبار
دواعي إجراء الفحص
لإجراء اختبار تعداد الصفائح الدموية أسباب ودواع عدة ومن أبرزها ما يأتي
- مراقبة الأمراض وتشخيصها نظرا لتأثر تعداد الصفائح الدموية بالعديد من الأمراض
- البحث عن أسباب التجلط أو النزيف الشديد
- إجراؤه كجزء من اختبارات تعداد الدم الكامل المنتظمة أو الروتينية
- البحث عن أسباب ظهور الأعراض المرتبطة بالنزيف مثل سهولة تكون الكدمات أو النزيف لفترات طويلة
- مراقبة عدد الصفائح الدموية في حال وجود حالات مرضية تدل على انخفاض عددها
- الكشف عن أمراض نخاع العظم
- مراقبة الأدوية التي قد يحتمل أن تلحق الضرر بنخاع العظم
- مراقبة الأدوية التي قد تؤثر في تعداد الصفائح الدموية مثل الهيبارين
- مراقبة عدد الصفائح الدموية للأشخاص الذين تم استئصال الطحال بالإنجليزية Splenectomy لديهم
تحليل نتائج الفحص
تعبر نتيجة اختبار تعداد الصفائح الدموية عن متوسط عدد الصفائح الدموية الموجودة في كل ميكرولتر من الدم وتتراوح القيم المثالية بين 150 400 ألف صفيحة دموية لكل ميكرولتر وذلك لدى معظم الأشخاص الأصحاء وتستمر الصفائح الدموية بالعمل بشكل سليم حتى وإن قل عددها وفي حال لم يكن متوسط عدد الصفائح الدموية طبيعيا فقد يعزى ذلك إلى إحدى الحالات الآتية
- قلة الصفيحات بالإنجليزية Thrombocytopenia يتم تعريف نقص الصفيحات أو قلة الصفيحات على أنه انخفاض عدد الصفائح الدموية عن العدد الطبيعي بحيث تصبح أقل من 150 ألف صفيحة دموية لكل ميكرولتر من الدم وفي حال كان عدد الصفائح الدموية أقل من 50 ألف صفيحة لكل ميكرولتر من الدم فإن خطر الإصابة بالنزيف يكون مرتفعا حتى عند أداء الأنشطة اليومية الاعتيادية ولقلة الصفائح الدموية أسباب عدة منها ما يأتي
- علاج السرطان مثل العلاج الكيمياوي بالإنجليزية Chemotherapy أو العلاج الإشعاعي بالإنجليزية Radiotherapy
- أخذ بعض أنواع الأدوية
- اضطرابات المناعة الذاتية بالإنجليزية Autoimmune disorders وتتمثل هذه الحالة بمهاجمة أنسجة الجسم السليمة كالصفائح الدموية من قبل الجهاز المناعي بالإنجليزية Immune system عن طريق الخطأ
- كثرة الصفيحات بالإنجليزية Thrombocytosis يتم تعريف كثرة الصفيحات على أنها ارتفاع عدد الصفائح الدموية في الدم بحيث يصبح عددها أكثر من 400 ألف صفيحة دموية لكل ميكرولتر من الدم وقد يزيد هذا الارتفاع عند بعض الأشخاص من خطر تكون الجلطات الدموية أو النزيف الشديد مما يتسبب بحدوث مشاكل صحية خطيرة وتتعدد أسباب ارتفاع عدد الصفائح الدموية في الجسم ومن أبرزها ما يأتي
- فقر الدم الانحلالي بالإنجليزية Hemolytic anemia هو أحد أنواع فقر الدم حيث تتحلل خلايا الدم الحمراء بالإنجليزية Red blood cells مبكرا
- نقص الحديد بالإنجليزية Iron deficiency
- بعد التعرض إلى أنواع معينة من العدوى
- بعد التعرض إلى إصابة بالغة أو بعد الخضوع لجراحة كبرى
- السرطان
- أخذ بعض أنواع الأدوية
- استئصال الطحال بالإنجليزية Splenectomy
- مرض التكاثر النقوي بالإنجليزية myeloproliferative neoplasm وهو أحد أمراض نخاع العظم بالإنجليزية Bone Marrow disease الذي يرتبط بكثرة الحمر الحقيقية بالإنجليزية Polycythemia vera
متوسط حجم الصفائح الدموية
متوسط حجم الصفائح الدموية بالإنجليزية Mean platelets volume واختصارا MPV هو مقياس لمتوسط حجم الصفائح الدموية وأثناء إجراء هذا الاختبار يتم قياس عدد الصفائح الدموية أيضا ليتم اعتماد حاصل قسمة حجم الصفائح الدموية على عددها وذلك لتشخيص العديد من الحالات المرضية وعادة ما يتم قياس متوسط حجم الصفائح ضمن تحليل تعداد الدم الكامل كإجراء اعتيادي يهدف إلى مراقبة الحالات الصحية المختلفة ولا يتطلب فحص متوسط حجم الصفائح الدموية إجراءات أو احتياطات مسبقة من قبل المريض
الاستخدامات
يطلب مقدم الرعاية الطبية إجراء اختبار متوسط حجم الصفائح الدموية كجزء من اختبار تعداد الدم الكامل أو لوجود أعراض تظهر على الشخص تدل على حدوث اضطرابات في الدم حيث يساعد الفحص على تشخيص اضطرابات النزيف وأمراض نخاع العظم وتشمل أعراض اضطرابات الدم ما يأتي
- نزيف لمدة طويلة بعد التعرض لجرح أو إصابة بسيطة
- نزيف الأنف
- ظهور بقع حمراء صغيرة أو بقع أرجوانية على سطح الجلد
- كدمات غير معروفة السبب
النتائج
يتخذ متوسط حجم الصفائح الدموية قيما طبيعية تتراوح بين 8 9 11 8 فيمتولتر بشكل عام وعلى الرغم من ذلك فقد تختلف القيم المرجعية المعتمدة لدى المختبرات الطبية ويشار إلى أن التشخيص لا يمكن أن يتم بالاعتماد على نتيجة هذا الفحص وحده إذ يجرى فحص تعداد الصفائح الدموية إلى جانب فحوصات أخرى لإعطاء تصور منطقي للحالة الصحية وقد تدل القيم غير الطبيعية للفحص على بعض الحالات كما سيأتي بيانه
- القيمة المرتفعة في حال كانت القيمة أعلى من القيم الطبيعية يفحص فني المختبر عينة الدم ويراقبها على شريحة تحت المجهر فيحدد فيما إذا كان حجم الصفائح الدموية كبيرا بالفعل أو أن الصفائح الدموية تجتمع وتتراص فوق بعضها البعض وتعود الزيادة في متوسط حجم الصفائح الدموية إلى أسباب محتملة عدة منها ما يأتي
- قلة الصفيحات
- مرض التكاثر النقوي وهو أحد أنواع مرض السرطان التي تصيب الدم
- أمراض القلب
- داء السكري
- مقدمات الارتعاج أو مرحلة ما قبل تسمم الحمل بالإنجليزية Preeclampsia وهو أحد مضاعفات الحمل التي قد تظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل عادة وتسبب ارتفاع ضغط الدم وأعراض أخرى
- القيمة المنخفضة يعود انخفاض قيمة متوسط حجم الصفائح الدموية إلى أسباب عدة منها ما يأتي
- التعرض لبعض أنواع الأدوية التي تلحق الضرر بالصفائح الدموية
- نقص التنسج النخاعي بالإنجليزية Marrow Hypoplasia ويمكن تعريفه على أنه أحد الاضطرابات التي تصيب نخاع العظم وتتسبب بانخفاض إنتاج خلايا الدم
اختبارات وظائف الصفائح الدموية
يهدف إجراء اختبارات وظائف الصفائح الدموية بالإنجليزية Platelets functions tests إلى قياس قدرة الصفائح على التجمع والمساعدة في عملية التخثر وذلك عن طريق أخذ عينة من الدم ولتحقيق هذا الهدف يتم استخدام معدات معينة تناسب هذه الاختبارات وعلى الرغم من إمكانية اعتماد نتائج اختبار عدد الصفائح الدموية في تشخيص العديد من الاضطرابات التي ترتبط بالصفائح الدموية إلا أن تقييم قدرة الصفائح على القيام بوظيفتها يتم من خلال اختبارات أكثر تعقيدا حيث تقيس هذه الاختبارات قدرة الصفائح الدموية على التجمع والتراص مع بعضها مشكلة بداية الخثرة وتشمل هذه الاختبارات واحدا أو أكثر مما يأتي
- تحليل زمن الإغلاق بالإنجليزية Closure time assay هو الوقت الذي تحتاجه الصفائح الدموية لإغلاق ثقب صغير في أنبوب صغير جدأ لعينة من الدم بعد تحفيزها بمواد منشطة مختلفة وعادة ما يشير زمن الإغلاق الطويل إلى انخفاض مستوى أداء الصفائح لكن تحديد السبب يحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات ويستخدم تحليل زمن الإغلاق في الكشف عن مرض فون ويلبراند بالإنجليزية Von willebrand وأنواع أخرى من الاضطرابات لكنه لا يستطيع الكشف عن جميع أنواع اضطرابات الصفائح الدموية وعلى وجه خاص الاضطرابات الطفيفة ويتميز هذا التحليل بسهولة أدائه نسبيا وتوفره في مرافق صحية متعددة
- قياس اللزوجة بالإنجليزية Viscoelastometry يستخدم هذا الاختبار لتحديد قوة الخثرة الدموية خلال تكونها حيث يجب أن تكون الخثرة الدموية قوية بما يكفي لوقف النزيف والحيلولة دون حدوث نزيف جديد لحين حدوث الشفاء وعادة ما يتم إجراؤه في غرف العمليات أو في المختبرات السريرية
- زمن النزيف بالإنجليزية Bleeding time تراجع استخدام اختبار زمن النزيف في تقييم وظائف الصفائح الدموية في الوقت الحالي وتوقفت العديد من المراكز الصحية عن استخدامه فقد تبين أنه فحص غير حساس أو دقيق ولا يعكس بالضرورة خطر أو شدة النزيف الجراحي ويذكر أنه كان يمثل الفحص الأساسي الوحيد الذي يقيس وظيفة الصفائح الدموية مباشرة داخل الجسم حيث يعتمد الفحص على إجراء جرحين صغيرين سطحيين على سطح الساعد الداخلي وقياس الوقت الذي تحتاجه الصفائح الدموية لوقف هذا النزيف
- قياس تجمع الصفائح الدموية بالإنجليزية Platelets aggregometry يعد قياس تكدس الصفائح الدموية الخيار الأفضل لاختبار وظائف الصفائح الدمويه والذي يتكون من 4 8 اختبارات منفصلة تساهم نتائجها مجتمعة في الكشف عن الاضطرابات المتعلقة بوظائف الصفائح الدموية وتشخيص هذه الاضطرابات سواء كانت موروثة بالإنجليزية Inherited disorders أو مكتسبة بالإنجليزية Acquired disorders ونظرا لصعوبة إجراء الاختبار وتعقيده فعادة ما يتم إجراؤه في المراكز الطبية الأكاديمية أو المستشفيات الكبيرة وعند إجراء سلسلة الاختبارات يتم تحفيز الصفائح الدموية باستخدام إحدى المواد المنشطة في كل اختبار ومن ثم قياس تكدس الصفائح الدموية على مدار عدة دقائق ويذكر أن العديد من اضطرابات الصفائح الدموية تكون مرتبطة بمشاكل تتعلق بواحدة أو أكثر من المواد المنشطة ولفهم الأمر بشكل أفضل لا بد من بيان أن الصفائح الدموية قد تنشط بعدد من المواد أو الطرق أهمها
- البروتينات الموجودة في مكان الجرح
- العوامل المنبعثة من الصفائح الدموية النشطة الأخرى
- العوامل التي ينتجها نظام التخثر والتي تمكن الصفائح الدموية من أداء وظيفتها في تكوين سدادة قوية قادرة على وقف النزيف
- اختبار Lumiaggregometry يقيس هذا الاختبار إطلاق بعض العوامل العضوية من أكياس صغيرة داخل الصفائح الدموية تعرف باسم الحبيبات بالإنجليزية Granules باستخدام تقنية تقيس كمية الضوء المنبعثة عند إضافة المواد المنشطة وتقوم فكرة الاختبار على تحويل ثنائي فوسفات الأدينوسين بالإنجليزية Adenosine diphosphate واختصارا ADP إلى ثلاثي فوسفات الأدينوسين بالإنجليزية Adenosine triphosphate واختصارا ATP بواسطة المواد المنشطة مما يتسبب بانبعاث الضوء ويكشف هذا الإختبار عن أي تشوهات قد تكون موجودة في حبيبات الصفائح الدموية وتظهر هذه المشكلة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الصفائح الدموية الرمادية بالإنجليزية Grey platelets syndrome ومتلازمة هيرمانسكي بودلاك بالإنجليزية Hermansky Pudlak ومتلازمة شدياق هيغاشي بالإنجليزية Chediak Higashi
- التدفق الخلوي بالإنجليزية Flow cytometry يستخدم اختبار التدفق الخلوي لتشخيص اضطرابات وظائف الصفائح الدموية الموروثة باستخدام أشعة الليزر التي تحدد البروتينات الموجودة على سطح الصفائح الدموية وما تتعرض له من تغيرات عند تنشيط الصفائح الدموية ويعد هذا الاختبار عالي التخصص يتوفر في عدد قليل من المستشفيات الجامعية والمراكز الطبية البحثية
الاستخدامات
يلجأ إلى استخدام اختبارات وظائف الصفائح الدموية لعدة أسباب منها ما يأتي
- تحديد وتشخيص سبب اختلال الصفائح الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من النزيف المفرط لمدة طويلة
- مراقبة عمل الصفائح الدموية أثناء العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة مثل عملية المجازة القلبية الرئوية بالإنجليزية Cardiopulmonary bypass surgery وزراعة الكبد بالإنجليزية Liver transplantation والقسطرة القلبية بالإنجليزية cardiac catheterization والعمليات الجراحية الناتجة عن إصابات بالغة في الجسم
- مراقبة عمل الصفائح الدموية عند المرضى المعرضين لخطر النزيف أو الذين لديهم تاريخ عائلي أو شخصي للنزيف وذلك قبل إجراء أي عملية جراحية
- متابعة المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للتخثر والتي تعطى بعد التعرض للسكتة الدماغية بالإنجليزية Stroke أو النوبة القلبية بالإنجليزية Heart attack
- الكشف عن مقاومة الأسبرين بالإنجليزية Aspirin resistance فقد يتم إعطاء العديد من الأشخاص الذين يتعرضون لمشاكل صحية في القلب أو الأوعية الدموية جرعة منخفضة من الأسبرين كعلاج مضاد للتخثر ويعتقد أن التعرض مجددا لهذه المشاكل الصحية بالرغم من تناول الدواء له علاقة بمقاومة الأسبرين
النتائج
يعتمد تفسير نتائج اختبارات وظائف الصفائح الدموية على السبب الدافع لإجرائها فقد يتم في بعض الأحيان اعتماد نتائج الاختبار لتفسير النزيف المفرط أو النزيف المحتمل حدوثه أثناء الجراحة وتحديد فيما إذا كان ناجما عن عيوب موروثة أو مكتسبة في الصفائح الدموية في حين يمكن إجراء هذه الاختبارات عقب تناول الدواء المضاد للتخثر مثل الأسبرين لتستخدم نتائج الاختبارات في تقييم استجابة الصفائح الدموية للدواء
أهمية الصفائح الدموية وآلية عملها
الصفائح الدموية قرصية الشكل موجود في الدم أو الطحال وتمثل الصفائح الدموية قطعة من الخلايا الكبيرة جدا الموجودة في نخاع العظم وتسمى هذه الخلايا الكبيرة بخلايا النواء الضخمة بالإنجليزية Megakaryocytes وتساعد الصفائح الدموية على تكوين الخثرات الدموية بالإنجليزية Blood clots والتي تساعد على وقف النزيف كحالات النزيف الناجمة عن إصابة معينة أو عملية جراحية وتساعد أيضا على التئآم الجروح وقد يتسبب الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد في عدد الصفائح الدموية أوعدم عمل الصفائح الدموية بشكل جيد في مشاكل صحية مختلفة ففي حال تعرض أحد الأوعية الدموية للإصابة أو الضرر يتم إرسال إشارات لاستدعاء الصفائح الدموية التي تندفع وتنتشر عبر سطح الوعاء الدموي المتضرر وتشكل سدادة أو خثرة لوقف النزيف وإصلاح الضرر ضمن عملية تعرف بالالتصاق بالإنجليزية Adhesion ويحدث الالتصاق نتيجة نمو مجسات بالإنجليزية Tentacles لزجة للصفائح الدموية فور وصولها موقع الإصابة وتساعد هذه المجسات الصفائح على الالتصاق ببعضها البعض وترسل إشارات لاستدعاء المزيد من الصفائح الدموية ويستمر تجمع وتراكم الصفائح الدموية الإضافية على الخثرة ضمن عملية تعرف باسم التكدس أو تراكم الصفائح الدموية بالإنجليزية Platelets aggregation