تنظير الكبسولة و دوافع إجراء تنظير الكبسولة

صورة: تنظير الكبسولة و دوافع إجراء تنظير الكبسولة

تنظير الكبسولة

يمكن تعريف تنظير الكبسولة أو فحص منظار الكبسولة بالإنجليزية Capsule enteroscopy أو تنظير الكبسولة اللاسلكي بالإنجليزية Wireless capsule endoscopy أو تنظير الكبسولة بالفيديو بالإنجليزية Video capsule endoscopy واختصارا VCE على أنه فحص يتم إجراؤه لبطانة الجزء الأوسط من الجهاز الهضمي وتأتي هذا التسمية نظرا لاستخدام جهاز فيديو بحجم حبة الدواء يحتوي على كاميرا صغيرة أو اثنتين ومصباح كهربائي وبطارية وجهاز إرسال لاسلكي يتم ربطه بجهاز تسجيل البيانات الذي يثبت على خصر الشخص لمدة ثماني ساعات تقريبا وفي الواقع يبدأ الفحص بابتلاع الشخص كبسولة الفيديو التي تبدأ رحلتها في أجزاء القناة الهضمية وتسجل الصور ومقاطع الفيديو أثناء مرورها بشكل طبيعي داخله ومن ثم إرسالها ليتم عرضها على شاشة الفيديو الخارجية

دوافع إجراء تنظير الكبسولة

في الحقيقة ثمة عدة أنواع أخرى لاختبارات التنظير مثل التنظير العلوي بالإنجليزية Upper endoscopy وتنظير القولون بالإنجليزية Colonoscopy حيث يستخدم التنظير العلوي عادة لتصوير وأخذ خزعات من قناة تمرير الطعام التي تعرف بالمريء بالإنجليزية Esophagus أو من المعدة أو من أول أجزاء الأمعاء الدقيقة الذي يعرف بالاثني عشر بالإنجليزية Duodenum بينما يستخدم تنظير القولون لتصوير وأخذ خزعات من الأمعاء الغليظة والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة الذي يعرف باللفائفي بالإنجليزية Terminal ileum ولكن بالرغم من فعاليتهما إلا أنهما لا يستطيعان الوصول إلى جزء كبير من الأمعاء الدقيقة لذلك يلجأ الأطباء إلى استخدام تنظير الكبسولة لتصوير هذه المناطق من الأمعاء عند الحاجة لتشخيصها في حالة الشك بوجود نزيف أو مرض ما لكن من الجدير بالذكر أن من غير الممكن استخدام تنظير الكبسولة لأخذ الخزعات كما في الطرق الأخرى كما من الممكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدام تنظير الكبسولة في حالات أخرى متعددة نذكر منها ما يأتي

  • الحصول على المزيد من المعلومات بعد التصوير بالأشعة السينية بالإنجليزية X rays أو أي من اختبارات التصوير الأخرى في حالة عدم وضوح النتائج أو عدم التأكد منها
  • محاولة معرفة سبب النزيف غير المبرر في الأمعاء الدقيقة حيث يعد هذا أكثر الدوافع شيوعا لإجراء تنظير الكبسولة
  • المعاناة من بعض الأعراض بما فيها
    • وجود ألم مزمن في البطن
    • انخفاض الوزن غير المبرر
    • فقر الدم
    • الإسهال
  • الشك بوجود أمراض أخرى في الأمعاء الدقيقة

موانع استخدام تنظير الكبسولة

قد يمنع استخدام تنظير الكبسولة للأشخاص الذين يعانون من الحالات أو الأمراض التالية

  • الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تشير إلى انسداد الأمعاء الدقيقة أو عانوا سابقا من ذلك
  • الأشخاص الذين يستخدمون جهاز إزالة رجفان القلب بالإنجليزية Defibrillator ومع ذلك فقد يسمح باستخدامه لهم مع المراقبة الحثيثة
  • النساء الحوامل إذ لا ينصح باستخدامه لهن
  • الأشخاص الذين يعانون من فتحات أو وصلات غير طبيعية بين عضوين أو أجزاء من أعضاء الجسم والذي يطلق عليها اسم الناسور بالإنجليزية Fistulas

الاستعداد لإجراء تنظير الكبسولة

يطلب الطبيب من الشخص تزويده بعدة معلومات مهمة قبل إجراء تنظير الكبسولة مثل التاريخ الطبي الكامل والأدوية التي يتناولها حاليا واستخدامه أي نوع من الأجهزة الطبية الكهربائية مثل جهاز تنظيم ضربات القلب ووجود أي مشاكل قد تؤثر في عملية تنظير الكبسولة مثل مشاكل البلع أو الحساسية وبعد تأكد الطبيب من أن جميع الظروف مناسبة وآمنة لإجراء تنظير الكبسولة ينصح الشخص باتباع النصائح التالية للتحضير لإجراء العملية

  • اتباع نظام غذائي يتكون من السوائل في وجبات الغداء والعشاء في اليوم السابق ليوم إجراء العملية
  • الصيام لمدة 12 ساعة تقريبا قبل إجراء العملية للتأكد من خلو الأمعاء كما يجب التأكد من إفراغ المعدة أيضا وذلك عن طريق إعطاء الشخص أدوية ملينة لإفراغهما وتطهيرهما حيث يضمن هذا الحصول على أدق النتائج وأكثرها أمانا
  • ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة
  • اتباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالأدوية التي يجب إيقاف أخذها كليا قبل العملية إضافة إلى الأدوية التي من الممكن الاستمرار بتناولها حيث يجاز أخذ هذه الأدوية المسموحة مع رشفات قليلة من الماء حتى ساعتين من موعد إجراء العملية
  • التوقف عن التدخين لمدة 24 ساعة قبل إجراء العملية

آلية إجراء تنظير الكبسولة

عند الوصول لعيادة الطبيب

في الحقيقة يجد أغلب الأشخاص تنظير الكبسولة مريحا بشكل عام وفي ما يأتي ذكر لبعض مراحل وتفاصيل التنظير

  • يرتدي الشخص الحزام الذي يحتوي على مسجل البيانات والبطارية ثم يثبت عدة ضمادات لاصقة ضمن توزيع مدروس على أنحاء البطن تتصل بها أسلاك شبيهة بالأسلاك المستخدمة لجهاز رسم نبضات القلب حيث تصل الأسلاك الضمادات المثبتة على البطن بمسجل البيانات الموجود في الحزام
  • يثبت الحزام لمدة 8 إلى 12 ساعة تقريبا وذلك ليجمع قدرا كافيا من البيانات والمعلومات اللازمة للتشخيص وقد يلاحظ بعض الارتفاع في درجة حرارة البطارية ومسجل البيانات مع مرور الوقت
  • يبتلع الشخص الكبسولة لبدء إجراء الفحص ويجدر بالذكر أن الكبسولة تستخدم لمرة واحدة فقط ويبلغ حجمها ما يعادل حجم حبة فيتامين كبيرة حيث يبلغ طولها 2 5 سنتيميتر تقريبا وعرضها أقل من 1 3 سنتيميتر
  • يطلب من الشخص أن يستلقي أو يجلس أثناء ابتلاع الكبسولة وفي الحقيقة يكون ابتلاعها سهلا نظرا لتغطيتها بمادة تساعد على الانزلاق
  • ينصح الشخص بإجراء بعض الأنشطة الحركية البسيطة أثناء ارتداء الحزام حيث تساعد الحركة البدنية على حركة الكبسولة داخل الجهاز الهضمي كما يسمح بتناول كوب من الماء عند ابتلاع الكبسولة يضاف إليه غالبا مادة تدعى سيميثيكون بالإنجليزية Simethicone التي تساعد في منع تكون الفقاعات التي قد تتداخل مع الصورة التي تنقلها الكبسولة
  • يكون الشخص قادرا على مواصلة يومه بشكل طبيعي بعد ابتلاع الكبسولة في معظم الحالات ومن الممكن العودة إلى ممارسة عمله بعد التأكد من الطبيب من إمكانية ذلك

بعد مغادرة عيادة الطبيب

تنتهي عملية تنظير الكبسولة إما بعد ثمان ساعات أو حين تتم رؤية الكبسولة في البراز بعد انتهاء رحلتها في الأمعاء أيهما يسبق يتخلص الفرد من الكبسولة بعد ذلك في المرحاض ويستطيع بعدها الشخص أن يزيل جهاز تسجيل البيانات والضمادات المثبتة على بطنه أيضا من ثم يتبع تعليمات الطبيب في كيفية تسليمها للعيادة ويجدر بالذكر أن الجسم يتخلص من الكبسولة في مدة تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام وذلك بسبب اختلاف الجهاز الهضمي بين الأشخاص ولهذا يوصى الشخص بمراجعة طبيبه في حالة عدم رؤية الكبسولة في البراز لمدة أسبوعين حيث من الممكن أن يوصي الطبيب بتصوير الشخص بالأشعة السينية للتأكد ما إذا كانت الكبسولة لا تزال في جسمه ويجدر بالذكر أن هناك بعض التعليمات التي يوصى باتباعها خلال ساعات الخضوع للفحص قبل خروج الكبسولة مع البراز ومنها

  • عدم الاقتراب من أي مصدر للطاقة الكهرومغناطيسية مثل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي بالإنجليزية Magnetic resonance imaging واختصارا MRI أو أجهزة الراديو HAM حيث قد يؤثر الاقتراب منها في نتائج التنظير
  • يسمح للشخص عادة بتناول بعض السوائل الصافية بعد ساعتين من ابتلاع الكبسولة ويسمح له بتناول وجبة خفيفة بعد أربع ساعات وبعد ذلك يمنع تناول أي شيء إلى حين انتهاء التنظير
  • عدم ممارسة الأنشطة البدنية المرهقة التي تؤدي إلى التعرق كما يوصى بتجنب الانحناء أو تقوس الجسم
  • عدم فصل الأدوات قبل انتهاء عملية التنظير إذ يؤدي هذا إلى فقدان الصور التي تم إرسالها إلى مسجل البيانات

الحصول على النتائج وتحليلها

تلتقط الكاميرا الآلاف من الصور الملونة للقناة الهضمية أثناء إجراء التنظير حيث ترسل هذه الصور إلى جهاز كمبيوتر ليتم تحويلها إلى فيديو باستخدام برمجية خاصة من ثم يطلع الطبيب على مقاطع الفيديو ويحاول تحديد المشكلة الصحية وفي الحقيقة قد يستغرق الأمر أسبوعا لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة صحية وسبب حصولها وكيفية علاجها أما إذا لم يتم العثور على أي مشكلة فهذا يعني أن نتائج الشخص طبيعية

مزايا وعيوب تنظير الكبسولة

مزايا تنظير الكبسولة

في الحقيقة يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليات التنظير الداخلي التقليدية لتشخيص اضطرابات ومشاكل الجزء العلوي من الجهاز الهضمي حيث يتم إدخال منظار مرن في الحلق نزولا إلى القناة الهضمية إلا أن تنظير الكبسولة اكتسب مزايا أخرى عديدة ذكرها في ما يأتي

  • غير مؤلم ولا يتطلب التخدير أو التدخل الجراحي
  • يتيح للطبيب تصوير كامل الأمعاء الدقيقة وليس فقط السنتيمترات الأولى منها
  • سهولة ابتلاع الكبسولة
  • إمكانية استلقاء الشخص والراحة والتجول بدون الحاجة للبقاء في المستشفى
  • عدم استخدام على أي نوع من الإشعاعات الضارة في تنظير الكبسولة
  • عدم الحاجة في كثير من الأحيان إلى التقصي ومتابعة الشخص بإجراء فحوصات إضافية بعد إجراء التنظير

عيوب تنظير الكبسولة

يعد تنظير الكبسولة أفضل الخيارات التي قد يلجأ إليها الأطباء لتحديد أسباب النزيف في الأمعاء الدقيقة عند فشل التنظير الداخلي في معرفة ذلك وبالرغم من مزاياه التي ذكرت أعلاه فإن هناك العديد من العيوب المتعلقة به يمكن بيانها تاليا

  • حصر استخدامه في التشخيص فقط في الحقيقة يعتبر تنظير الكبسولة كما هو الحال في الأشعة السينية إجراء يستخدم للتشخيص فقط إذ لا يمكن استخدامه لأخذ خزعة أو لإدخال العلاج أو لتحديد المنطقة المتضررة لتساعد الطبيب عند إجراء الجراحة
  • عدم القدرة على التحكم بالكبسولة بمجرد ابتلاعها فمثلا لا يمكن إبطاء حركتها للتصوير بشكل أفضل عند مرورها في المنطقة المتضررة
  • ارتفاع تكلفته حيث يعتبر اختبارا باهظ الثمن ويعود هذا بشكل أساسي بسبب ارتفاع تكلفة الكبسولة كما أن تكلفة تكرار عملية التنظير للأشخاص الذين يعانون من النزيف المتكرر يشكل عائقا لدى بعضهم بالإضافة أن من المحتمل ألا يكون هذا التكرار مفيدا لدى البعض
  • محدودية الفئات أو الحالات الممكن استخدامه لها إذ إن تصميمه يخدم فئة معينة فقط من المرضى وحالات صحية معينة حيث يناسب تصميمه الأمعاء الدقيقة فقط ولا يمكن استخدامه بديلا عن التنظير الداخلي للمناطق العليا في الجهاز الهضمي مثل المريء والمعدة والإثني عشر

المخاطر والأعراض الجانبية لتنظير الكبسولة

في الحقيقة يعتبر تنظير الكبسولة اختبارا آمنا نسبيا ويندر ظهور أعراض جانبية عند إجرائه إلا أن من الجدير ذكر بعضها

احتجاز الكبسولة أو التصاقها

يستطيع الطبيب إجراء اختبار أولي بسيط إذا شك في سلامة استخدام تنظير الكبسولة حيث يستخدم في الاختبار الأولي كبسولة قابلة للتحلل الحيوي في الجسم إذا علقت فيه وبالرغم من انخفاض نسبة الخطر في هذا التنظير إلا أنها تكون مرتفعة أكثر عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خاصة مثل الأورام ومرض كرون بالإنجليزية Crohn s disease أو في حالة تعرض الشخص إلى جراحة سابقة في نفس المنطقة المستهدفة في التنظير حيث من الممكن أن تتسبب الجراحة بتضيق في القناة الهضمية ويجدر بالطبيب تصوير الشخص بالأشعة المقطعية بالإنجليزية CT scan قبل إجراء تنظير الكبسولة إذا كان يعاني من ألم في البطن أو إذا كان لديه احتمال تضيق في الأمعاء وفي الحقيقة حتى مع إظهار الفحص بالأشعة المقطعية عدم وجود تضيق في الأمعاء قد تلتصق الكبسولة في الجسم ولا تطرح خارجه


في الواقع من الممكن أن يتأخر طرح الكبسولة مع البراز عند بعض الأشخاص إذا لم يرافق هذا التأخر أية أعراض واضحة قد يمنح الطبيب الكبسولة المزيد من الوقت للخروج مع البراز لكن إذا رافق هذا التأخر ظهور أعراض فهذا يدل على حدوث انسداد أو تضيق في الأمعاء لذلك يجب التدخل لإزالتها حيث يحدد الطبيب الطريقة اعتمادا على مكان توقف الكبسولة إما عن طريق إجراء جراحة أو عن طريق عمليات التنظير التقليدية

النزيف

في الحقيقة قد يؤدي هذا التنظير إلى النزيف خاصة في حال مرور الكبسولة في منطقة تعرضت لتضيق بسبب التهاب أو ضرر في بعض الأنسجة

انسداد الأمعاء

يعتبر انسداد الأمعاء بالإنجليزية Bowel obstruction أمرا نادر الحدوث في تنظير الكبسولة لكن قد يلزم أحيانا استخدام بعض وسائل المساعدة في تمرير الكبسولة إذا لزم الأمر مثل استخدام مادة مطرية أو الاستعانة بطريقة أخرى أقل شيوعا تدعى التنظير المعوي مزدوج البالون بالإنجليزية Double balloon enteroscopy تعتمد على استخدام بالونين يتم نفخهما وإفراغ الهواء منهما بالتناوب مما يؤدي إلى دفع الكبسولة العالقة برفق لتحريرها من موقع الانسداد كما من الممكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدام الجراحة في بعض الحالات ويجدر بالشخص الذي يجري تنظير الكبسولة أن يكون على دراية بأعراض الانسداد المعوي وفيما يأتي ذكر بعضها

  • ألم في البطن
  • الشعور بالانتفاخ
  • الغثيان
  • التقيؤ
  • صعوبة في البلع
  • ألم في الصدر

فيديو الكبسولة الذكية

شاهد الفيديو لتعرف ما هي الكبسولة الذكية وكيف يتم استخدامها كبديل في تنظير الجهاز الهضمي