علاج غيبوبة الكبد و نصائح وإرشادات لمرضى غيبوبة الكبد
علاج غيبوبة الكبد
ومن الأخبار السارة للغاية أن غيبوبة الكبد بالإنجليزية Hepatic encephalopathy أو الاعتلال الدماغي الكبدي أو السبات الكبدي أو الاعتلال الدماغي البابي الجهازي من المشاكل الصحية التي يمكن الشفاء منها في حال الالتزام بالعلاج الصحيح الذي يصفه الطبيب المختص وخاصة إذا كان السبب الكامن وراء الحالة يمكن إزالته والتخلص منه
العوامل التي يعتمد عليها علاج غيبوبة الكبد
إن تحديد الطبيب المختص للعلاج المناسب لغيبوبة الكبد يعتمد على عدة عوامل يمكن إجمالها أدناه
- وجود محفز أدى إلى ظهور الحالة أم لا
- وجود بعض الأعراض أو غيابها
- مدى شدة الحالة التي يعاني منها المصاب
- شدة الحالة المرتبطة بالكبد والتي أسفرت عن غيبوبة الكبد
- عمر الشخص المصاب
- الصحة العامة للمصاب
علاج المسبب
إن الخطوة الأولى في علاج حالة غيبوبة الكبد هي التعرف على السبب الذي أدى إلى الإصابة بها أو المحفز الذي أدى إلى ظهورها وعندئذ فإن السيطرة على المسبب وعلاجه يكون كفيلا بالحد من تقدم المشكلة وتطورها وربما ساعد بشكل واضح على علاجها فمثلا إذا كان المسبب لغيبوبة الكبد هو الإصابة بعدوى معينة فإن وصف الطبيب للمضاد الحيوي المناسب للتخلص منها يساعد بشكل جلي على السيطرة على الحالة وذلك لأن هذه العدوى قد ألحقت الضرر بصحة الكبد وأخلت بقدرته على أداء وظيفته وأما إذا كان المسبب نزفا داخليا كحالات نزيف الجهاز الهضمي فإن الطبيب يلجأ للسيطرة على الحالة بوصف بعض الأدوية أو اتخاذ إجراء طبي معين وكذلك من الممكن أن ينجم الاعتلال الدماغي الكبدي عن حدوث انسداد في مجرى البول ويمكن الاستدلال على ذلك بعدم قدرة المصاب على التبول بشكل معتاد وبشكل عام فإن علاج أي مرض أو حالة مرتبطة بالجهاز البولي تحد من الاعتلال الدماغي الكبدي في حال كان هناك رابط بينهما ومن الأمثلة على محفزات غيبوبة الكبد كذلك الإمساك وعندئذ ينصح المصاب بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه لتسهيل حركة الأمعاء وبالتالي المساعدة على طرح السموم خارج الجسم وأخيرا يشار إلى أن هناك بعض الأدوية التي قد تكون موصوفة لعلاج مشاكل أخرى مثل الأدوية الناركوتية بالإنجليزية Narcotics أو المهدئات بالإنجليزية Sedatives قد تكون المحفز لغيبوبة الكبد وعندها يشير الطبيب بأهمية التوقف عن أخذ هذه الأدوية وفي هذا السياق يشار إلى أن الطبيب لا يصف علاجات للسيطرة على الحالة الحالية فقط وإنما كذلك أدوية أو خيارات علاجية آخرى تحد من فرصة حدوث نوبات مستقبلية من غيبوبة الكبد
إزالة الأمونيا والسموم من الجسم
إضافة إلى أهمية علاج المسبب فإن التخلص من السموم التي تراكمت في الجسم جراء الضرر الحاصل في الكبد بما فيها الأمونيا أمر لا بد منه ولأن أغلب هذه السموم يبدأ تراكمها في الجهاز الهضمي فإن الطبيب المختص يعمد إلى وصف أدوية تؤثر بالدرجة الأولى في هذا الجهاز وإن أكثر الأدوية المستخدمة في هذه الحالات وتحقق الغرض المطلوب هي اللاكتولوز بالإنجليزية Lactulose وبعض أنواع المضادات الحيوية وقد توصف هذه الأدوية كلا على حدا أو مجتمعة والجدير بالعلم أيضا أنه حتى بعد علاج نوبة غيبوبة الكبد فإن الطبيب يعنى بوصف علاجات تحد من فرصة الإصابة بنوبات أخرى منها في المستقبل وفيما يأتي تفصيل علاجات غيبوبة الكبد
- لاكتولوز يقوم مبدأ عمله على سحب الماء من الجسم إلى القولون وبذلك يلين البراز ويسهل خروجه من الجسم الأمر الذي يدفع السموم خارج الجسم وبذلك تقل كمية السموم التي تمتص من الأمعاء إلى الدم وإن التفسير العلمي وراء ذلك هو أن اللاكتولوز يقلل درجة حموضة القناة الهضمية ويغير من تركيبة الميكروبات فيها ومن فوائد اللاكتولوز أيضا تقليل كمية الأمونيا في الجسم بسحبها من أجزاء الجسم إلى القولون حيث يتم طرحها مع البراز خارج الجسم ومن فوائد اللاكتولوز كذلك السيطرة على نوبات غيبوبة الكبد عامة والحد من احتمالية حدوثها مستقبلا وحقيقة يؤخذ هذا الدواء على شكل شراب وأما بالنسبة للآثار الجانبية المحتملة فتتمثل بالغثيان والانتفاخ والإسهال والشعور بالانزعاج إضافة إلى احتمالية حدوث الجفاف
- المضادات الحيوية توجد في القناة الهضمية بكتيريا تساعد على هضم الطعام وتتسبب هذه البكتيريا بإفراز السموم وعليه فإن إعطاء المضادات الحيوية المناسبة يقلل من تواجد هذه البكتيريا وبالتالي الحد من كمية السموم التي تتكون في الأمعاء وعليه يمكن القول إن المضادات الحيوية تقلل شدة غيبوبة الكبد وتحد من احتمالية دخول المصاب إلى المستشفى فضلا عن تقليل فرصة الإصابة بنوبات غيبوبة الكبد مستقبلا ومن المضادات الحيوية التي يمكن أن يصفها الطبيب المختص لعلاج غيبوبة الكبد ما يأتي
	- نيوميسين بالإنجليزية Neomycin وهو أحد أنواع المضادات الحيوية التي تقلل إنتاج الأمونيا في الجسم وذلك عن طريق تسببه بقتل البكتيريا الموجودة في الأمعاء
- ريفاكسيمين بالإنجليزية Rifaximin ويعطى هذا المضاد الحيوي عن طريق الفم ومن ميزاته أنه ضعيف الامتصاص ولذلك فهو يؤثر بشكل رئيس في البكتيريا الموجودة في الأمعاء وبالتالي يتمكن من القيام بعمله في الجزء الصحيح وحقيقة يستخدم هذا الدواء إلى جانب اللاكتولوز في حال عودة الإصابة بغيبوبة الكبد بعد الإصابة بها مسبقا واستخدام اللاكتولوز آنذاك هذا ويشار إلى أن الريفاكسيمين يستخدم في حال عدم القدرة على استخدام اللاكتولوز بسبب آثاره الجانبية إذ يعد هذا المضاد الحيوي محتملا في الغالب
- مضادات حيوية أخرى ومن المضادات الحيوية التي قد تستخدم في علاج غيبوبة الكبد كذلك الكوينولون بالإنجليزية Quinolones والفانكوميسين بالإنجليزية Vancomycin والميترونيدازول باللاتينية Metronidazole
 
العلاجات الأخرى
إضافة إلى ما سبق يمكن أن يلجأ الطبيب المختص إلى خيارات علاجية أخرى في حالات معينة من غيبوبة الكبد بهدف السيطرة على الحالة ومن هذه الخيارات نذكر الآتي
- فلومازينيل بالإنجليزية Flumazenil ثبتت فعالية استخدام هذا الدواء في السيطرة على حالات غيبوبة الكبد بشكل ممتاز على المدى القصير لدى الأشخاص المصابين بتشمع الكبد بالإنجليزية Cirrhosis وقد جاءت فكرة استخدام هذا الدواء من معلومة مفادها أن غيبوبة الكبد تتسبب بتراكم مواد معينة في الدماغ ترتبط بمستقبلات خاصة فيه تعرف بمستقبلات جابا بالإنجليزية GABA receptors الأمر الذي يسبب تثبيط عمل الأعصاب ذات الصلة وإن دواء فلومازينل يؤثر في مستقبلات جابا في الدماغ وبالتالي يبدي الأثر المرجو لدى الكثير من مرضى الاعتلال الدماغي الكبدي والجدير بالعلم أن هذا الدواء يعطى على شكل حقنة في الوريد ولا يدوم تأثيره لأكثر من بضع ساعات
- حماية مجرى التنفس يمكن أن يختار الطبيب تطبيق الإجراء الطبي الذي يعرف بالتنبيب الرغامي بالإنجليزية Endotracheal intubation كإجراء وقائي في الحالات الشديدة من غيبوبة الكبد التي تكون عرضة لدخول الطعام أو الشراب من البلعوم إلى مجرى التنفس والجدير بالتنبيه أن هذه الفئة من المرضى تتطلب علاجا في وحدة العناية الحثيثة
- التغذية بالأنبوب الطبي بالإنجليزية Enteral feeding إذ يلجأ للإجراء الطبي المعروف بالتنبيب الأنفي المعدي بالإنجليزية Nasogastric intubation في حال عدم قدرة المصاب على البلع أو في حال الخوف من دخول الطعام أو الشراب إلى المجرى التنفسي إذ يتم من خلال هذا الإجراء تزويد المصاب بالسوائل عن طريق هذا الأنبوب
- الجراحة بالإنجليزية Surgery ويقصد بها عملية زراعة الكبد بالإنجليزية Liver transplant فبما أن مشكلة غيبوبة الكبد تنجم عن فشل حاد أو مزمن في الكبد فإن زراعة الكبد تعد خيارا فعالا في بعض الحالات مثل حالات الإصابة بنوبات متكررة من غيبوبة الكبد على الرغم من استخدام العلاج المناسب بأقصى ما يمكن أو في حال عدم استجابة الشخص المصاب للعلاجات المختلفة
نصائح وإرشادات لمرضى غيبوبة الكبد
إن أفضل ما يمكن أن يقدم لمرضى غيبوبة الكبد من نصائح هو ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب فمهما بدا الأمر مزعجا خاصة أن هؤلاء المرضى قد يكونون مصابين بحالات تتطلب أخذ أدوية أو تعاملا مع طاقم طبي لمدى ليس بقصير فإن الالتزام بالخطة العلاجية كما يضعها المختص أمر مهم للغاية وفي هذا السياق نهيب بأهمية أخذ الجرعات كما يكتبها المختص وعدم تخطي أي جرعة دون استشارته ويمكن طلب المساعدة من الأهل أو الأصدقاء للالتزام بالخطة العلاجية ونؤكد أن اتباع تعليمات الطبيب وأخذ الجرعات كما يشير يلاحظ نتائجه بشكل واضح إذ تتحسن الأعراض وتختفي مع مرور الوقت ومن النصائح الأخرى التي تقدم للمصابين بغيبوبة الكبد الحرص على تناول الطعام الذي يحتوي على كمية مناسبة من البروتين والذي يمد الجسم بالطاقة والحرص على أن يتراوح معدل الإخراج في اليوم الواحد بين مرتين إلى ثلاث مرات كما ينصح المصابوبن بغيبوبة الكبد بالحرص على توزيع الوجبات إلى وجبات صغيرة أثناء النهار وواحدة في الليل كما ينصح هؤلاء المصابون بما يأتي
- تحقيق وزن صحي وذلك بالحرص على تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وبشكل عام فإنه ينصح بممارسة التمارين الرياضية بمعدل ثلاثين دقيقة في المرة الواحدة وتكرار ذلك خمس مرات في الأسبوع على الأقل وينصح بأن تكون تمارين القوة من بين التمارين الممارسة
- اتباع الطريقة الصحيحة في إنقاص الوزن في حال المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن إذ يجدر تجنب اتباع الأنظمة ذات الوحدات الحرارية المنخفضة جدا
- تجنب شرب الكحول وذلك لأن الكبد يعالجها الأمر الذي يلحق الضرر بصحة الكبد ويزيد الوضع سوءا
- الامتناع عن التدخين إذ يلحق الضرر بصحة الجسم كافة بما في ذلك الكبد
- تجنب استعمال الآلات الثقيلة أو قيادة العربات وذلك لكل من المصابين بغيبوبة الكبد أو المتوقع إصابتهم بهذه المشكلة
- مراجعة الأدوية التي يأخذها المصاب مع مقدم الرعاية الصحية المختص فقد يكون لأي منها تأثير في حالة المصاب











